الأسرة عماد المجتمع واللبنة الاساسية والاولى فيه ، بصلاح الأسرة يصلح المجتمع وينمو ويزدهر . وكل اسرة تسعى لتكون اسرة مثالية متفاهمة قادرة على تربية ابنائها وارشادهم الى الطريق الصحيح .وتعليمهم والنهوض بهم إلى اعلى المستويات العلمية والثقافية وتوفير الحياة الكريمة لهم . ولكن تبقى دائما هناك مشاكل تتعرض لها الاسرة وتسعى جاهدة لحلها منعا لتفكك الأسرة و تشتتها وضياع الأبناء. تتعدد أنواع المشكلات الأسرية وتختلف حلولها تبعا للسبب المباشر لها وسنتطرق في مقالنا هذا بالحديث عن أنواعها وبعض الحلول الممكنة لتجنب تفرق الأسرة .
أنواع المشكلات الأسرية
تختلف أنواع المشكلات الأسرية تبعا للمسبب الرئيسي لهذه المشاكل التي تؤثر في العلاقة الاسرية وتحدث خلل فيها نتيجة حالة من عدم الإشباع في جانب من جوانب الحياة وتنقسم إلى :
المشكلات النفسية :الناتجة عن وجود خلل في الناحية العاطفية والنزاع على السلطة وادارة امور الاسرة والغيرة والخيانة .
المشكلات الاجتماعية : نتيجة العلاقة السيئة بين الزوجين ومع الأبناء وعدم التفاهم والطلاق والتعدد والمشاكل التي تتعرض لها المراة من ضغوطات وسوء تعامل وضرب وغيرها .
المشكلات الاقتصادية : زيادة النفقات عن دخل الأسرة وقلة الدخل وانخفاض مستوى المعيشة الذي ينعكس على عدة جوانب أخرى في الحياة مثل التغذية والصحة والتعليم والحصول على مسكن جيد .
مشكلات صحية : وجود أمراض مزمنة والعقم وإصابة احد الأفراد بعاهة دائمة .
مشكلات ثقافية : وجود تفاوت في التحصيل العلمي بين الزوجين والهوايات والأفكار واختلاف القيم والميول ،واختلاف البيئة التي نشأ بها كل الزوجين وعاداته وتقاليده .
المشكلات العقلية : اصابة فرد من الاسرة بضعف عقلي او تفاوت مستوى الذكاء بين الأزواج .
المشكلات الأخلاقية : بالقسوة و سوء التعامل بين الزوجين الكذب وعدم الإخلاص في العلاقة الزوجية . قسوة الزوج في التعامل مع الأولاد والتنكر للقيم والأخلاق الاجتماعية في التعامل مع أفراد الاسرة والآخرين .
مع اختلاف سبب المشكلة يختلف الحل والطريقة لحل النزاعات وإعادة الالفة والمودة والمحبة لى الاسرة
آثار المشكلات الأسرية على الأبناء
الأسرة هي الحصن الآمن الذي يلجأ له الأبناء عند الوقوع في المشاكل والبحث عن حلول ، الأباء هم مصدر الحب و الحنان وارشاداتهم ونصائحهم هي محط ثقة الابناء لعلمهم أن الأهل هم أكثر من يحب الخير لهم ويسعى لنجاحهم وتفوقهم في الحياة .ووجود خلل في علاقة الوالدين يؤدي الى انعكاس ذلك سلبا على نفسية الأولاد .
آثار المشكلات الأسرية على الأبناء :
تنعكس هذه المشكلات بشكل خوف وكوابيس وبكاء دون سبب .
اضطراب في سلوك الأولاد وقلق وتوتر وتراجع في الدراسة والمستوى التعليمي .
التبول اللاإرادي لدى الأطفال وفقدان الشهية او الإفراط في الأكل .
انعدام المحبة والمودة بين أفراد الأسرة وفقدان الثقة بالنفس والأهل .
تنعكس المشاكل الاسرية بشكل واضح على المراهق فيسعى للبحث عن الامان خارج المنزل بسبب فقدان الأمان العاطفي داخل المنزل .
النظر بصورة سلبية للزواج والارتباط والتهرب منه .
علاج المشكلات الأسرية
مع اختلاف أنواع المشكلات الأسرية وتعددها تختلف سبل وطرق حل المشكلات .
يمكن علاج المشكلات الأسرية عن طريق التحاور وإيجاد نقاط الخلاف وحلها ومنع تراكمها .
الهدوء وترك الانفعال لمنع تطور الخلاف والتحدث بشكل حضاري غير مستفز للطرف الآخر
عدم التركيز على المشكلة بل إيجاد حل لها والتخلص من بطريقة ايجابية تحقق مصلحة الأسرة .
التعامل بنضج ووعي مع المشاكل والتعاون بين افراد الاسرة لحل المشكلة .
الشريك هو اهم الأولويات في الحياة .
الصدق في التعامل والمشاعر .
الابتعاد عن إلقاء اللوم على الطرف الأخر .
طلب الاستشارة سواء من الاهل والاقارب او من قبل المختصين في المشاكل الزوجية ‘ الاخصائية الأسرية والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي في مركز العناية بالأسرة ‘ .
اهم أنواع المشكلات الأسرية بين الزوجين
- من أهم المشاكل التي تواجه الزوجين بعد فترة من زواجهما هي مشكلة الخرس الزوجي التي تؤدي إلى الملل وقد تؤدي للانفصال الفعلي أو النفسي بينهما؛ السبب في ذلك هو عدم وجود وقت يجتمع فيه جميع أفراد الأسرة وذلك بسبب انشغال كل منهم في تلبية الاحتياجات الحياتية.
- أن يضخم الزوج عيوب زوجته أو العكس مما يؤدي لنفور الطرف الآخر منه والتركيز عليها دون النظر إلى المميزات وبسبب كثرة النقض يؤدي لنفور الطرف الآخر والابتعاد عنه.
- من المشاكل التي تواجه الزوجين هي عدم تذكر الفضل بينهما مما يجعلهم يزيدون من حجم المشاكل بينهما وعدم نسيان السلبيات التي توجد داخل كل شخص منهما، تؤدي هذه المشكلة لحدوث فجوة كبيرة في الحياة الزوجية بين الطرفين والسبب في ذلك أن كل طرف من الطرفين يعتبر أن الفضل الذي يقدم له من الطرف الآخر هو حق مكتسب له وأنه لا يعد من كرم أخلاقه.
- خيبة الأمل وذلك أن يجد أحد الأطراف أن الصورة التي رسمها لشريك حياته قبل الزواج هي صورة خاطئة ومواجهته لمشاكل ومسئوليات كثيرة في حياته الزوجية التي كان يتصور أنه سيعيش حياة زوجية وردية مليئة فقط بالحب والمشاعر الجيدة، بعض الأزواج يتخطون هذه المرحلة من الحياة الزوجية والبعض الآخرين لا يستطيع تحمل هذه الحياة بسبب كثرة المسئوليات والأعباء التي يجب عليه تحملها إضافة إلى إصراره على عدم تقديم أي تنازلات من أي نوع للمحافظة على العلاقة بينه وبين شريك حياته وأن يعيش معه حياة زوجية مستقرة وسعيدة.
- عدم وجود تكافؤ بين الزوجين يؤدي إلى حدوث فجوة كبيرة جدًا خاصة في بدالة الحياة الزوجية خاصة لو اختلفت البيئات التي خرجا منها وهذه المشكلة هي أشهر المشاكل التي يواجهها الزوجين في البداية مما يؤدي لعدم قدرة البعض على استكمال المسيرة الزوجية مع الطرف الآخر بسبب عدم وجود تفاهم بينهما وتشبث كل طرف من الطرفين برأيه وبأن وجهة نظره هي الصحيحة.
- دخول طرف ثالث في المشاكل العادية التي تحدث بين الزوجين قد تعقد الأمور بينهما وتسبب حدوث تشويه في العلاقة بين شريكي الحياة إضافة إلى الشعور بالنقم وعدم الرضا وذلك بسبب تأثره بالآراء الخاطئة التي يقولها الطرف الثالث والتي تصعب أمر إنهاء الخلاف بين الزوجين خاصة أن شريك الحياة يشعر بأن الطرف الثاني غير أمين لأنه أفشى أسرار بيته لأشخاص غرباء حتى لو كان هذا الشخص الغريب هو الأم أو الأب أو الأخ.
- السوشيال ميديا أحدثت فجوة كبيرة بين الزوجين وجعلت الحياة بينهما مملة ولا يوجد بها جديد لأن كل منهما منهمك أمام جهاز يعيش من خلاله في عالمه الافتراضي مما أدى إلى ارتفاع نسب الطرق على مستوى العالم بشكل كبير جدًا خلال السنوات الأخيرة.
إن بناء الأسرة هو أهم بناء يشاد في المجتمع . وعندما تكون دعائم البناء قوية ومتينة نحصل على مجتمع صحي وقوي ، تعمل جمعيات العناية بالأسرة والإرشاد على نشر الوعي بين الشباب والشابات و المتزوجين للوصول الى جيل يعي الحياة الزوجية والواجبات والحقوق لكل من الزوج والزوجة .ومع النظر الى أنواع المشاكل الأسرية نجد أن الصراحة والصدق في مراحل الارتباط الاولى ووضع قواعد اساسية للحياة الزوجية وترك حاجز من الخصوصية لكل من الزوجين يساعد على تجنب هذه المشكلات .